الـكــــــــــرنك 1000
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـكــــــــــرنك 1000

الدين , الحياه , برامج كمبيوتر والانترنت , كتب علميه و بحوث , اكواد , اشهار ,رعب , جن ,عفاريت
 
الرئيسيةالتسجيلدخول
الرئيسية
i_icon17.gifالتسجيل
فقدت كلمة المرور
أكتب شكواك هنا
الرئيسيةالتسجيل المصحف مباشر سماع وقرأه للكمبيوتر المكتبه العلميه لمطبخ والمعجنات والحلويات و الموضه
منتدى قصص الجن المدونة الدردشة مركز الرفعالطب الحديث والاعشاب والاكتشافات العلميه
https://i.servimg.com/u/f21/14/21/83/26/menu10.gifأخر زياره للكرنك1000https://i.servimg.com/u/f21/14/21/83/26/menu10.gif

 

 علو الهمه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عزب2

علو الهمه Uooo_o10
عزب2


علو الهمه Uouuuo10
الدوله الدوله : مصر
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1051
تاريخ التسجيل 15/05/2009
نقاط نقاط : 17341

علو الهمه Empty
مُساهمةموضوع: علو الهمه   علو الهمه Empty3/9/2011, 4:13 am

المقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه ورقة أحببت أن أجعلها تنبيهاً لأصحاب الهمم العالية، واستنهاضاً وتحريكاً لمن قصرت بهم هممهم عن الحرص على معالي الأمور، وقد راعيت فيها الإيجاز، وحرصت على وضوح الفكرة –قدر المستطاع- والله أسأل أن يجعل كل ذلك خالصاً لوجهه الكريم.

تعريف علو الهمة:
الهمة في اللغة : ما هم به من الأمر ليفعل .
الهمة في الاصطلاح : الباعث على الفعل ، وعرف بعضهم علو الهمة بأنه : استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور . قال الشاعر مصوراً طموح المؤمن

إذا كنت في أمر مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم

وعرف ابن القيم علو الهمة بقوله :
"علو الهمة ألا تقف -أي النفس- دون الله وألا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلاً منه ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم ، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات"(1).

الحث على علو الهمة والتحذير من سقوطها:
قال الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه: "لا تصغرنّ همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته"(2).
وقال ابن القيم: "لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه"(3).
وقال ابن نباتة رحمه الله:

حاول جسيمات الأمور ولا تقل *** إن المحامــد والعلى أرزاق
وارغب بنفسك أن تكون مقصرا *** عن غاية في الطلاب سباق

أقسام الهمة:
تُقَسَّم الهمة تقسيمين فتقسم من حيث الرفعة وضدها إلى عالية وساقطة.
وتقسم من حيث الاستعداد الفطري إلى وهبية ومكتسبة.
وليس معنى أن منها ما هو فطري أنها لا سبيل لزيادة رفعتها بل هي مثل باقي الصفات العقلية والخلقية كالذكاء والذاكرة وحسن الخلق . قال ابن القيم: "وقد عرفت بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات فإذا حثثت سارت ومتى رأيت في نفسك عجزاً فَسَلِ المنعم أو كسلاً فالجأ إلى الموفق ، فلن تنال خيراً إلا بطاعته ، ولن يفوتك خير إلا بمعصيته"(4).

مراتب الهمم:
عن أبي كبشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه ما نقص مال من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، أو كلمة نحوها، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه قال: إنما الدنيا لأربع نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعلمت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء، قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح"(5).
وعلى نحو هذا التقسيم والتمثيل النبوي ينقسم الناس وتتفاوت منازلهم في الهمة:
1 – منهم من يطلب المعالي بلسانه وليس لـه همة في الوصول إليها ويصدق عليه قول الشاعر:

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

2 – ومنهم من لا يطلب إلا سفاسف الأمور ودناياها ويجتهد في تحصيلها ، وهذا –إن اهتدى– يكون سباقاً للخيرات: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا".
3 – وفريق ساقط الهمة يهوى سفاسف الأمور ويقعد به العجز عنها، فهو من سقط المتاع وهو كمن وصف الشاعر:

إني رأيت من المكارم حسبكم *** أن تلبسوا خز الثياب وتشبعوا
فإذا تذوكرت المكارم يوما *** في مجلس أنتم به فتقنعوا(6)

4 – وأعلى الهمم همة من تسمو مطالبه إلى ما يحبه الله ورسوله فهنيئاً له ومن أمثالهم الأسلمي وعكاشة بن محصن وبين كل مرتبتين مراتب كثيرة تتفاوت فيها الناس تفاوتاً بينا.
وإذا استعرضنا التاريخ نجد أن العلية من الناس والقادة الذين تركوا أثرهم في التاريخ هم أصحاب الهمم العالية .
ومن أمثلتهم في القديم :
1 – ربيعة بن كعب الأسلمي الذي قال لـه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سل" فقال: أسألك مرافقتك في الجنة... (7).
2 – عكاشة بن محصن بادر فقال : "ادع الله أن يجعلني منهم ...".
3 – أبو بكر الذي قال: "ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعي أحد من تلك الأبواب كلها ، قال نعم وأرجوا أن يكون منهم ...".
4 – أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـه: "ألا تسألنِ من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟ فقلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله فنَزع نَمِرَةً كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى نمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعب حديثه قال اجمعها فصرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفاً مما حدثني"(8).
5 – قصة ابن عباس مع صاحبه الأنصاري الذي طلب منه ابن عباس أن يرافقه في جمع العلم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن حسن في كتابه الهمة طريقك إلى القمة ص 21 – 22 : "وترى اليوم من تفاوت الهمم أمراً عجباً، ... فإذا اطلع المرء على أحوال الخاصة من المسلمين وهم طلاب العلم والدعاة وباقي الملتزمين بشرع الله الحريصين عليه سيصاب بالدهشة لما يراه من فتور الهمم ... فمنهم من إذا اطلع ساعة أو ساعتين في اليوم ظن أنه قد أتى بما لم يأت به الأوائل ومنهم من إذا خرج لزيارة فلان من الناس بقصد الدعوة يظن أنه قد قضى ما عليه من حق يومه ، ومنهم من تتغلب عليه زوجه وعياله فيقطع عامة وقته في مرضاتهم ، ومنهم من اقتصر في تحصيل العلم على سماع بعض الأشرطة ، وحضور محاضرة أو اثنتين في الأسبوع أو الشهر ، ومنهم من غلب عليه الركون إلى الدنيا والتمتع بمباحاتها تمتعاً يفضي به إلى نسينا المعاني العلية ، ومنهم من يقضي عامة وقته متشبعاً لقطات إخوانه ومطلعاً على ما يزيد علمه رسوخاً في هذا المجال ... ولا أزعم أن جمهور الصحوة قد فاتهم أن يكونوا ممن يجمع الشمل ويقصر الاعتذار والشكاية ويصبح نموذجاً يحتذى به ، ولكن أقول جازماً بأنهم – إلا القليل – لم يستثمروا هممهم حق الاستثمار ، ولم يحاولوا أن يرتقوا بأنفسهم حق الارتقاء".
ومن أمثلة هذا الرهط القليل حسن البناء الذي سأله مدرسه عن أعجب بيت قالته العرب إليه فقال قول طرفة :

إذا القوم قالوا: من فَتىً؟ خِلْتُ أنني *** عُنِيتُ فَلَمْ أكْسَلْ ولم أتَبَلَّدِ

وأوى ليلة إلى فراشه بعد نصب شديد فأخذ ورقة وقلما وجعل يكتب مقالاً ينشره في الجريدة فدخل عليه أحد المقربين منه المشفقين عليه فوعظه في نفسه فرد عليه في ذلك أجمل رد.
وهذا الشيخ ابن باز قضى خمسين سنة من عمره الوظيفي لم يتمتع بإجازة ، وذلك الشيخ: غلال الفاسي يقول:

أبعد بلوغي خمس عشرة ألعب *** وألهو مع اللاهين حولي وأطرب
ولي نظر عالٍ ونفس أبية *** مقاماً على هَامِ المَجَرَّةِ تَطْلُبُ

ثمرات الهمة العالية:
(1) تحقيق كثير من الأمور التي يعدها عامة الناس خيالاً يتحقق ومن أمثلة ذلك بناء أمة مؤمنة في الجزيرة العربية التي يشيع فيها الجهل والشرك وذلك في فترة وجيزة ، وابن ياسين استطاع أن يقود بعصابة قليلة من أصحابه المربِّيين دولة انتصرت على جيوش الأسبان بعد استشهاده ، والإمام حسن البنا نادى في أمته الميتة بأمور اعتبرت من الخيالات وهو القائل: "أحلام الأمس حقائق اليوم وأحلام اليوم حقائق الغد"(9).
(2) الوصول إلى مراتب عليا في العبادة والزهد.
قال معاذ رضي الله عنه على فراش الموت: "اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا ولا طول المكث فيها لجري (لعله لكري) الأنهار ولا لغرس الأشجار ، ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل وظمأ الهواجر في الحر الشديد ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر"(10).
(3) البعد عن سفاسف الأمور ودناياها:
لما فرَّ عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس من العباسيين أهديت إليه جارية جميلة فنظر إليها وقال: "إن هذه من القلب والعين بمكان وإن أنا اشتغلت عنها بهمتي فيما أطلبه ظلمتها، وإن اشتغلت بها عن ما أطلبه ظلمت همتي ، ولا حاجة لي بها الآن وردها على صاحبها"(11).
(4) صاحب الهمة العالية يعتمد عليه وتناط به الأمور الصعبة وتوكل إليه:
وهذا أمر مشاهد معروف فإن المديرين والرؤساء عادة يطمحون للعمل مع صاحب الهمة العالية ويستعدون للتضحية معه حتى ولو كلفهم ذلك الكثير. وقد قيل: "ذو الهمة وإن حط نفسه تأبى إلا العلو، كالشعلة من النار يخفيها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعاً"(12).
(5) صاحب الهمة العالية يستفيد من حياته أعظم استفادة وتكون أوقاته مثمرة بناءة.
وقال الإمام ابن عقيل الحنبلي : إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة وبصري عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح"(13).
وكان الإمام النووي يقرأ كل يوم اثني عشر درساً شرحاً وتصحيحاً ، ويقول لتلميذه بارك الله في وقتي(14).
ويقول د. مَارْدِن: "كل رجل ناجح لديه نوع من الشباك يلتقط به نحاتات وقراضات الزمان ، ونعني بها فضلات الأيام والأجزاء الصغيرة من الساعات مما يكنسه معظم الناس بين مهملات الحياة . وإن الرجل الذي يَدَّخِرُ كل الدقائق المفردة وأنصاف الساعات والأعياد غير المنتظرة والفسحات التي بين وقت وآخر ، والفترات التي تنقضي في انتظار أشخاص يتأخرون عن مواعيد مضروبة لهم ، ويستعمل كل هذه الأوقات ويستفيد منها ليأتي بنتائج باهرة يدهش لها الذين لم يفطنوا لهذا السر العظيم الشأن"(15).
(6) صاحب الهمة العالية قدوة للناس .
(7) تغيير طريقة حياة الشعوب والأفراد :
يقول الشيخ محمد الخضر حسين: "يسموا هذا الخلق بصاحبه إلى النهايات من معالي الأمور فهو الذي ينهض بالضعيف فإذا هو عزيز كريم، ويرفع القوم من السقوط ويبدلهم بالخمول نباهة وبالاضطهاد حرية وبالطاعة العمياء شجاعة أدبية ... أما صغير الهمة فإنه يَيْصُر بخصومه في قوة وسطوة فيذوب أمامهم رهبة، ويطرق إليهم رأسه حطة ثم لا يَلْبَثُ أن يسير في ركبهم ويسابق إلى حيث تحط أهواؤهم"(16).

وسائل ترقية الهمة :
1 – المجاهدة : قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
2 – الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى.
3 – اعتراف الشخص بقصور همته.
وهذا يستلزم أيضاً أن لا ينكر أنه قادر على تغيير همته وتطويرها إلى الأحسن.
4 – قراءة سيرة السلف الصالح.
يقول ابن القيم: "... ولقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية فإذا هو يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد وفي ثبت كتب أبي حنيفة وكتب الحميدي و... فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم وقدر هممهم وحفظهم وعبادتهم وغرائب علومهم ما لا يعرفه من لم يطالع فصرت أستزري ما الناس فيه وأحتقر همم الطلاب ولله الحمد"(17).
وقال محمد بن علي الأسلمي: قمت ليلة سَحراً لآخذ النوبة على ابن الأَخْرَمِ فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئاً ولم تدركني النوبة إلى العصر(18).
5 – مصاحبة صاحب الهمة العالية.
6 – مراجعة جدول الأعمال اليومي ومراعاة الأولويات والأهم فالمهم.
7 – التنافس والتنازع بين الشخص وهمته.
ومعنى ذلك أن على مريد تطوير همته أن يحمل نفسه أعباءً وأعمالاً يومية لم تكن موجودة في حياته بحيث يحدث نوع من التحدي داخل النفس، ويجب أن تكون هذه الإضافة مدروسة بعناية وإحكام حتى لا يصاب الشخص بالإحباط.
8 – الدأب في تحصيل الكمالات والتشوق إلى المعرفة يقول عمر بن عبد العزيز رحمهُ الله: "إن نفسي تواقة وإنها لم تعط من الدنيا شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه..." (19).
9 – الابتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمة وتضييعها مثل :
أ – كثرة الزيارات للأقارب بدون هدف شرعي صحيح ولا غرض دنيوي فيه فائدة معتبرة .
ب – كثرة الزيارات للأصحاب فيكثر المزاح وتقل الفائدة .
ج – الانهماك في تحصيل المال بدعوى التجارة وحيازة المال النافع للإسلام وأهله ، ثم ينقلب الأمر إلى تحصيل محض للدنيا وانغماس فيها .
د – تكليف الموظف نفسه بعملين صباحي ومسائي دون ضرورة لذلك .
هـ - كثرة التمتع بالمباحات .
و – الاستجابة للصوارف الأصرية استجابة كلية أو شبه كلية .
يقول محمد بن حسن موسى: "وقد دخلت علينا في حياتنا الأسرية كثير من التقاليد الغريبة في أمر الاحتفاء الزائد بالأهل والأولاد ودعوى ضرورة بناء مستقبلهم وغير ذلك مما حاصله نسيان الكفالة الإلهية والضمان الرباني"(20).
ز – التسويف قال الشاعر :

ولا أؤخر شغل اليوم عن كسلٍ *** إلى غدٍ إن يوم العاجزين غَدُ

ح – الكسل والفتور .
قال الصاحب: "إن الراحة حيث تعب الكرام أوْدَع لكنها أوضع والقعود حيث قام الكرام أسعل لكنه أسفل" (21) وقال الشاعر:

كأن التواني أنكح العجز بنته *** وساق إليها حين أنكحها مهرا
فراشاً وطيئاً ثم قال له اتكئ *** فَقُصْراكما لا شك أن تلدا فقرا

ط – مُلاحظة الخلق وتقليدهم والائتساء بهم ، فأكثر الخلق مفرطون .

مظاهر علو الهمة :
1 – تحرقه على ما مضى من أيامه وكأنه لم يكن قط صاحب الهمة المتألق المنجز لكثير من الأمور .
2 – كثرة همومه وتألمه لحالة المسلمين .
3 – موالاته النصيحة وتقديم الحلول والاقتراحات لمن يرجو منهم التغيير والإصلاح.
4 – طلبه للمعالي دائماً .
5 – كثرة شكواه من ضيق الوقت .
6 – قوة عزمه وثبات رأيه وقلة تردده ، فهو إذا قرر أمراً راشداً لا يسرع بنقضه ، بل يستمر فيه ويثبت عليه حتى يقضيه ويجني ثمرته ، ولا شك أن كثرة التردد ونقض الأمر من بعد إبرامه من علامات تدني الهمة.

لكل إلى شأو العُلا حركات *** ولكن قليل في الرجال الثبات

كيفيَّة استثمار همم الناس :
للناس ثلاثة أقسام :
1 – قسم ضائع مضيع يترك إلى حين إفاقته .
2 – قسم محافظ على الفرائض .
- فهذا القسم إن كان من أهل اليسار والغنى يوجه إلى المشاركة والتنافس في أعمال الخير العامة مثل بناء المساجد وإغاثة المنكوبين ومساعدة الجمعيات والهيئات الإسلامية الخيرية .
- إن كانوا من ذوي الدخول المتوسطة يوجهون إلى سماع الدروس والخطب التي يعدها خطباء مرموقون .
- توجيه الشباب وتحميسهم للمشاركة في الجهاد .
- التوضيح والتنبيه والقيام بالنصيحة وبيان أن باستطاعتهم توجيه جهودهم إلى ما هو أنفع .
- توجيههم للقراءة النافعة .
3 – قسم – وهو المعول عليه بعد الله سبحانه وتعالى – ملتزم بدينه ومحافظ عليه يطمح إلى القيام بما يجب عليه وهذا يوجه إلى :
- الانتساب إلى جمعية أو هيئة لها برنامج عمل محدد .
- الانتساب إلى جماعة إسلامية صالحة من الجماعات المنتشرة في العالم الإسلامي تعمل بجد وإخلاص لإقامة دين الله سبحانه وتعالى .
- توعية الشخص المنصوح بأن يختار لنفسه مجالاً يبدع فيه .

محاذير أمام أهل الهمم العالية :
1 – صاحب الهمة العالية تحلق به همته دائماً فتأمره بإنجاز كثير من الأعمال المتداخلة في وقت واحد فليطعها بقدر ولا يستبعد ما تأمره به وفي الوقت نفسه لا يَقُمْ به كلِّه بل يأخذ منه بقدر ما يعرف من إسعاف همته له بالقيام به .
2 – صاحب الهمة العالية معرض لنصائح تثنيه عن همته وتحاول أن تذكره دائماً بأنه ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ... فالحصيف لا يلتفت إلى هذه النصائح إلا بقدر .
قال ابن نباتة السعدي :

أعاذلتي على إتعاب نفسي *** ورعيي في الدجى روض السهادِ
إذا شام الفتى برق المعالي *** فأهون فائت طيب الرقادِ

3 – صاحب الهمة معرض لسهام العين والحسد فعليه بالأذكار المأثورة ليدرأ عن نفسه ما قد يصيبه .
4 – صاحب الهمة تعتريه فترْة وضعف قليل لما يراه من تدني همم غالب الخلق فلا يحزن وليوطن نفسه على الإحسان والنصيحة .
5 – أهل الهمة العالية قد يكونون مفرطين في بعض الأمور التي ربما لا يرون فيها تعلقاً مباشراً بعلو هممهم مثل حقوق الأهل والأقارب ، فعلى من أصيب بشيء من ذلك أن يصلحه ولو بالقدر الذي يبعد عنه سهام اللائمين .
6 – قد تؤدي الهمة العالية بصاحبها إلى التحمس الزائد فيستعجل ويرتكب من الأخطاء ما كان يمكن تلافيه بقليل من التعقل وحساب العواقب ، وعلى من وقع في مثل هذا أن يعرف السنن الكونية ، وأن الأمر لا يحسم بين عشية وضحاها .
7 – أهل الهمة العالية قد يتعرضون لإثارة الخلافات الفقهية بينهم فينتج عن ذلك الذم والمقت ومن أمثلة ذلك التعرض للجماعات الإسلامية العاملة في الساحة ، ومن أصبح ذلك ديدنه فستتخلف همته وتقعد به عن معالي الأمور .
8 – قد يتعرض صاحب الهمة إلى عدم المداومة مع أن أبرز سمات صاحب الهمة العالية المداومة وعدم الانقطاع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل"(22).
فهمة متوسطة العلو تدوم خير من همة عزيمة متقطعة يقول أبو المواهب بن صَرْصَرَى : لم أَرَ مِثْل أبي القاسم ابن عساكر ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الصلوات في الصف الأول إلا من عذر والاعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور فقد أسقط عن نفسه ذلك ... (23).
وقال أبو العباس ثعلبٌ: "ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو خمسين سنة"(24).
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أهل الهمة العالية وأن يبارك لنا في أوقاتنا وأعمالنا .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
هذه الورقات ملخصة من كتاب الهمة طريق إلى القمة للشيخ محمد بن حسن بن عقيل موسى ، أجزل الله له المثوبة وبارك في وقته وعمله .


بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،





إن أفضل ما يتحلى به العبد همة يعلو بها على شهواته وملذاته، ويصعد بها إلى أعالي القمم، هي سلم الرقي إلى الكمال الممكن في كل باب من أبواب الخير، تجعله يحلق بقلبه في سماء الفضيلة، فينال منها القدح المعلا، ثم ينطلق إلى كل أَمْرٍ أَمَرَ الله عز وجل به، فيكون فيه رأسًا، ويحلق بقلبه في سماء الطاعات، فتسرع فيه كل ذرة تشتاق لأمر ربها، ويدع كل رذيلة نها عنها ربه سبحانه وتعالى.
تعريفُ الهِمَّةِ
لغةً:
"الهِمَّةُ" بالكسر: أَولُ العزمِ، وقد تطلق على العزم القويّ فيقال: هِمَّةٌ عالية.(1)
والهِمَّةُ: ما هممت به من أمر لتفعله. تقول: إنه لعظيم الهِمَّة، وإنه لصغير الهمة.(2)
شرعًا:
عرفها ابن القيم: بقوله: الهمة فعلة من الهم، وهو مبدأ الإرادة، ولكن خصوها بنهاية الإرادة، فالهم مبدأها والهمة نهايتها.(3)
العبدُ يسيرُ إلى اللهِ بقلبِهِ وهمتِهِ لا ببدنِهِ
يقول ابن القيم /: اعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته لا ببدنه. والتقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح. قَالَ تَعَالَى: ﴿ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾.
وقال: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التَّقْوَى هَا هُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ».(4(
فالكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة وعلو الهمة وتجريد القصد وصحة النية مع العمل القليل، أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير والسفر الشاق، فإن العزيمة والمحبة تذهب المشقة وتطيب السير، والقدم والسبق إلى الله -سبحانه- إنما هو بالهمم وصدق الرغبة والعزيمة، فيتقدم صاحب الهمة مع سكونه صاحب العمل الكثير بمراحل، فإن ساواه في همته تقدم عليه بعمله، وهذا موضع يحتاج إلى تفصيل يوافق فيه الإسلام الإحسان.
فأكمل الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان موفيا كل واحد منهما حقه، فكان مع كماله وإرادته وأحواله مع الله حتى تَرِم قدماه، ولا يترك شيئا من النوافل والأوراد لتلك الواردات الَّتي تعجز عن حملها قوى البشر.(5)
القرآنُ الكريمُ يَحُثُ المؤمنَ على ارتيادِ معاليَ الأمورِ.
لقد تواترت نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة على حث المؤمنين على ارتياد معالي الأمور والتسابق في الخيرات، وتحذيرهم من سقوط الهمة، وتنوعت أساليب القرآن الكريم في ذلك، فمنها:
1. ذمّ ساقطي الهمة، وتصويرهم في أبشع صورة: كما قص الله علينا من قول موسى عليه السلام لقومه: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)﴾.
2. ذم الله -تعالى- المنافقين المتخلفين عن الجهاد لسقوط همتهم وقناعتهم بالدون، فَقَالَ تَعَالَى في شأنهم: ﴿رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾.
3. شنع الله عز وجل على الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، ويجعلونها أكبر همهم، ومبلغ علمهم، وبين أن هذا الركون إلى الدنيا تسفل ونزول يترفع عنه المؤمن قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾.
4. أثنى الله -تعالى- على أصحاب الهمم العالية، وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون -عليهم الصلاة والسلام- وعلى مقدمتهم أولو العزم من الرسل، وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾.
وقد تجلت همتهم العالية في مثابرتهم وجهادهم ودعوتهم إلى الله عز وجل، كما أخبر سبحانه وتعالى عن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
5. وصف الله -تعالى- أوليائه الذين علت همتهم في مواطن البأس والجلد والعزيمة والثبات على الطاعة والقوة في دين الله بوصف الرجال، فقال عز وجل: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
وقال -سبحانه-:﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى:﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾.
6. أمر الله -تعالى- المؤمنين بعلو الهمة والمسارعة في الخيرات، فقال تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وقال: ﴿فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتٌِ﴾.
وقال: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى:﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًا وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.
تباينُ الناسِ في الهمِّ:
ينقسم الناس في علو الهمة إلى أقسام:
القسم الأول: من يطلب المعالي بلسانه وليس له همة في الوصول إليها، فهذا متمن مغرور.
القسم الثاني: من لا يطلب إلا سفاسف الأمور: وهم فريقان:
الفريق الأول: ذو همة في تحصيل تلك الدنايا، فتجده السباق إلى أماكن اللهو ومغاني الغواني، وهذا إن اهتدى إلى الحق فسيكون ذا همة عالية نفيسة، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ». قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: «فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِىُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِىِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِىِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ». قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِى، النَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا».(6)
الفريق الثاني: لا هم لهم، فهم معدودون من سقط المتاع، وموته وحياته سواء، لا يفتقد إذا غاب ولا يسأل إذا حضر.
القسم الثالث: من تسمو مطالبه إلى ما يحبه الله ورسوله، وله همة عظيمة في تحصيل مطالبه وأهدافه.
وبين هذه الأقسام مراتب كثيرة متفاوتة، قال ابن القيم /: ((لذة كل أحد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه، فأشرف الناس نفسًا وأعلاهم همة وأرفعهم قدرًا من لذته في معرفة الله ومحبته، والشوق إلى لقائه، والتودد إليه بما يحبه ويرضاه، فلذته في إقباله عليه وعكوف همته عليه، ودون ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله، حتى تنتهي إلى من لذته في أخس الأشياء من القاذورات والفواحش في كل شيء من الكلام والفعال والأشغال. فلو عرض عليه ما يلتذ به الأول لم تسمح نفسه بقبوله ولا التفتت إليه وربما تألمت من ذلك، كما أن الأول إذا عرض عليه ما يلتذ به هذا لم تسمح نفسه به ولم تلتفت إليه ونفرت نفسه منه. وأكمل الناس لذة من جمع له بين لذة القلب والروح ولذة البدن، فهو يتناول لذاته المباحة على وجه لا ينقص حظه من الدار الآخرة، ولا يقطع عليه لذة المعرفة والأنس بربه، فهذا ممن قَالَ تَعَالَى فيه: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وأنجسهم حظا من اللذة من تناولها على وجه يحول بينه وبين لذات الآخرة فيكون ممن يقال لهم يوم استيفاء اللذات: ﴿ أذهأَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا﴾.
فهؤلاء تمتعوا بالطيبات وأولئك تمتعوا بالطيبات. وافترقوا في وجه التمتع، فأولئك تمتعوا بها على الوجه الِّذي آذن لهم فيه فجمع لهم بين لذة الدنيا والآخرة، وهؤلاء تمتعوا بها على الوجه الِّذي دعاهم إليه الهوى والشهوة، وسواء أذن لهم فيه أم لا، فانقطعت عنهم لذة الدنيا وفاتتهم لذة الآخرة، فلا لذة الدنيا دامت لهم، ولا لذة الآخرة حصلت لهم، فمن أحب اللذة ودوامها والعيش الطيب فليجعل لذة الدنيا موصلا له إلى لذة الآخرة بأن يستعين بها على فراغ قلبه لله إرادته وعبادته، فيتناولها بحكم الاستعانة والقوة على طلبه لا بحكم مجرد الشهوة والهوى، وإن كان ممن زويت عنه لذات الدنيا وطيباتها فليجعل ما نقص منها زيادة في لذة الآخرة، ويجم نفسه ههنا بالترك ليستوفيها كاملة هناك، فطيبات الدنيا ولذاتها نعم العون لمن صح طلبه لله والدار الآخرة وكانت همته لما هناك، وبئس القاطع لمن كانت هي مقصوده وهمته، وحولها يدندن، وفواتها في الدنيا نعم العون لطالب الله والدار الآخرة، وبئس القاطع النازع من الله والدار الآخرة. فمن أخذ منافع الدنيا على وجه لا ينقص حظه من الآخرة ظفر بهما جميعا وإلا خسرهما جميعا)).(7)
ونرى اليوم من تفاوت الهمم أمرًا عجبًا، فإذا استثنى الناظر في أحوال الناس أمر العامة واستثناؤهم واجب؛ لأنه قد ماتت هممهم، وقعدت بهم عن تحصيل معالي الأمور، واطلع على أحوال الخاصة من الشباب والدعاة وطلاب العلم سيصاب بالدهشة لما يراه من فتور الهمة.
فمنهم من إذا قرأ ساعة في اليوم ظن أنه أتى بما لم يأت به الأوائل.
ومنهم من تتغلب عليه زوجة وعيال فيقطع عامة وقته في مرضاتهم.
ومنهم من اقتصر في تحصيل العلم على سماع بعض الأشرطة وحضور بعض المحاضرات.
ومنهم من غلب عليه الركون إلى الدنيا والتمتع بمباحاتها تمتعًا يفضى به إلى نسيان المعالي العلية.
وهكذا يندر أن تجد إنسانًا استطاع أن يسكن القمم، وأن يعلو بهمته، ويجمع شمله، ويقصر من الاعتذارات والشكايات، فتصبح حياته مثلًا أعلى يحتذي به، ولكن القليل هم الذين يستثمرون هممهم حق الاستثمار، ويحاولون أن يرتقوا بأنفسهم حق الارتقاء.
إن تحقيق كثير من الأمور مما يعده عامة الناس خيالا لا يتحقق، يستطيع سكان القمم بتوفيق الله لهم أولا وبهمتهم ثانيا، إنجاز الكثير من الأعمال الَّتي يستعظم بعضها من قعدت به همته وظنها خيالا.
وأعظم مثال على هذا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ المعروف عند أهل التواريخ أن بناء الأمم يحتاج إلى أجيال لتحقيقه، لكنه -عليه الصلاة والسلام- استطاع بناء خير أمة أخرجت للناس في أقل من ربع قرن من الزمان، واستطاعت هذه الأمة أن تنير بالإسلام غالب الأجزاء المعروفة آن ذاك، وجهاده -عليه الصلاة والسلام- وعمله وهمته العالية في بناء الأمة أمر معروف.
والصديق t استطاع في أقل من سنتين أن يخرج من دائرة حصار المرتدين، ولم يمت t إلا وجيوشه تحاصر أعظم إمبراطوريتين في ذلك الوقت فارس والروم، هذا وقد نهاه كبار الصحابة عن حرب المرتدين وظنوا أنه لا يستطيع أن يقوم في وجه العرب كلهم، ولكن همته العالية أبت عليه ذلك، واستطاع أن ينجز ما ظنه الناس خيالا لا ينجز.
أصحاب الهمة يعتمد عليهم، وتناط بهم الأمور الصعبة، وتوكل إليهم، وهذا أمر مشاهد معروف، سكان القمم أحدهم يكون بمثابة فريق من الدعاة، يرفع الله به الدعوة درجات.
وقد قيل: "ذو الهمة وإن حط نفسه تأبى إلا العلو، كالشعلة من النار يخبيها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعا".
أصحاب الهمم قدوة في مجتمعهم، ينظر إلى حاله القاعدون وأنصاف الكسالى والفاترون، فيقتدون بهمته ويرون ما كانوا يظنونه أمرًا مسطورًا في الكتب القديمة قد انتهى، وعدم من دنيا الناس، يجدونه واقعًا متحققًا في حياتهم، فيظل هذا الشخص رمزًا للناس ومحل ضرب أمثالهم.
إن الارتقاء بالنفس أمر مطلوب، ويتأكد هذا عند عقلاء الناس ودعاتهم ومصلحيهم.
حياةُ القلوبِ
قال ابن القيم /: حياة الإرادة والهمة وضعف الإرادة والطلب من ضعف حياة القلب، وكلما كان القلب أتم حياة كانت همته أعلى، وإرادته ومحبته أقوى، فإن الإرادة والمحبة تتبع الشعور بالمراد المحبوب، وسلامة القلب من الآفة الَّتي تحول بينه وبين طلبه وإرادته، فضعف الطلب وفتور الهمة إما من نقصان الشعور والإحساس، وإما من وجود الآفة المضعفة للحياة، فقوة الشعور وقوة الإرادة دليل على قوة الحياة، وضعفهما دليل على ضعفها، وكما أن علو الهمة وصدق الإرادة والطلب من كمال الحياة فهو سبب إلى حصول أكمل الحياة وأطيبها، فإن الحياة الطيبة إنما تنال بالهمة العالية، والمحبة الصادقة، والإرادة الخالصة، فعلى قدر ذلك تكون الحياة الطيبة وأخس الناس حياة أخسهم همة وأضعفهم محبة وطلبا، وحياة البهائم خير من حياته كما قيل:

نهارك يا مغرور سهو وغفلة•••وليلك نوم والردى لك لازم
وتكدح فيما سوف تنكر غبه••• كذلك في الدنيا تعيش البهائم
تسر بما يفنى وتفرح بالمنى••• كما غر باللذات في النوم حالم
والمقصود: أن حياة القلب بالعلم والإرادة والهمة، والناس إذا شاهدوا ذلك من الرجل قالوا: هو حي القلب، وحياة القلب بدوام الذكر وترك الذنوب، كما قال عبد الله بن المبارك:.
رأيت الذنوب تميت القلوب••• وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب••• وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملو••• ك وأحبار سوء ورهبانها
وباعوا النفوس ولم يربحوا••• ولم يغل في البيع أثمانها
فقد رتع القوم في جيفة••• يبين لذي اللب خسرانها
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية: يقول: من واظب على "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت" كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر أربعين مرة، أحيى الله بها قلبه، وكما أن الله -سبحانه- جعل حياة البدن بالطعام والشراب، فحياة القلب بدوام الذكر، والإنابة إلى الله، وترك الذنوب، والغفلة الجاثمة على القلب، والتعلق بالرذائل والشهوات المنقطعة عن قريب يضعف هذه الحياة، ولا يزال الضعف يتوالى عليه حتى يموت، وعلامة موته أنه لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، كما قال عبد الله بن مسعود: أتدرون من ميت القلب؟ الِّذي قيل فيه:
ليس من مات فاستراح بميت••• إنما الميت ميت الأحياء
قالوا: ومن هو؟ قال: الِّذي لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، والرجل هو الِّذي يخاف موت قلبه لا موت بدنه، إذ أكثر هؤلاء الخلق يخافون موت أبدانهم، ولا يبالون بموت قلوبهم، ولا يعرفون من الحياة إلا الحياة الطبيعية، وذلك من موت القلب والروح، فإن هذه الحياة الطبيعية شبيهة بالظل الزائل، والنبات السريع الجفاف، والمنام الِّذي يخيل كأنه حقيقة، فإذا استيقظ عرف أنه كان خيالا، كما قال عمر بن الخطاب t: "لو أن الحياة الدنيا من أولها إلى آخرها أوتيها رجل واحد، ثم جاءه الموت لكان بمنزلة من رأى في منامه ما يسره ثم استيقظ، فإذا ليس في يده شيء".
وقد قيل: "إن الموت موتان: موت إرادي، وموت طبيعي، فمن أمات نفسه موتا إراديا كان موته الطبيعي حياة له". ومعنى هذا أن الموت الإرادي هو قمع الشهوات المردية وإخماد نيرانها المحرقة، وتسكين هوائجها المتلفة، فحينئذ يتفرغ القلب والروح للتفكر فيما فيه كمال العبد ومعرفته والاشتغال به، ويرى حينئذ أن إيثار الظل الزائل عن قريب على العيش اللذيذ الدائم أخسر الخسران، فأما إذا كانت الشهوات وافدة، واللذات مؤثرة، والعوائد غالبة، والطبيعة حاكمة، فالقلب حينئذ إما أن يكون أسيرًا ذليلًا، أو مهزومًا مخرجًا عن وطنه ومستقره، الِّذي لا قرار له إلا فيه، أو قتيلًا ميتًا، وما لجرح به إيلام، وأحسن أحواله أن يكون في حرب يدال له فيها مرة ويدال عليه مرة، فإذا مات العبد موته الطبيعي كانت بعده حياة روحه بتلك العلوم النافعة، والأعمال الصالحة، والأحوال الفاضلة الَّتي حصلت له بإماتة نفسه، فتكون حياته ههنا على حسب موته الإرادي في هذه الدار، وهذا موضع لا يفهمه إلا ألباء الناس وعقلاؤهم، ولا يعمل بمقتضاه إلا أهل الهمم العلية والنفوس الزكية الأبية.(8)
اجعلْ هَمُكَ الآخرةَ
إن حياتك مغامرة كبيرة وإن عمرك لحظات قليلة، فإياك أن تخرج منها خاسرا قبل أن تبنى لك بيتا في الجنة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ».(9)
إنه وعيد من الله لمن كانت الدنيا أكبر همه، فهو مقبل عليها بكليته يجمع حطامها في نهم، لا ينقضي، منشغل بذلك عن الآخرة، فمن كانت هذه حاله عوقب بشتات القلب، فلا يزال لاهثا وراء المال والمناصب والشهوات، يعب منها، لكنه لا يشبع، ولا يرتوي، ولا يكتفي، بل يظل في طلب المزيد، غافلا عن أنه لا يأتيه إلا ما كتب الله له من الرزق، وإن حاله هذا هو عين الفقر؛ حيث لا تنتهي حاجته، ولا يحصل له الرضا بما جمع من المال، وهذا معنى «جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ».
وفى المقابل: حال الرجل الصالح، الِّذي جعل الآخرة همه، فهو في سعي دائم لتحصيل الحسنات، والوصول إلى مرضاة رب الأرض والسماوات، مع حسن توكله على الله، فهذا يجمع الله له أمره، ويرزقه القناعة والرضى وغنى النفس، ويبارك له في ماله وصحته وأولاده، وهذا هو الغنى الحقيقي.
روي أن أعرابيا سأل أناسا من أهل البصرة: من سيد القوم في بلدكم؟ فقالوا الحسن -أي البصري- فقال: بم سادهم؟ قالوا: "احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم".
أصحاب الهمم أبعد ما يكونون عن زخارف هذه الدنيا وبهرجها الهم الأكبر لهم الآخرة أما الدنيا فقد استصغروا متاعها واحتقروا نتائجها وترفعوا عن الاستباق فيها فتحرروا من قيودها وهمومها يقول الحسن: "من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في دنياك فالقها في نحره".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ t: أَنَا.
قَالَ: فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ t: أَنَا.
قَالَ: فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ t: أَنَا.
قَالَ: فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ t: أَنَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».(10)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.(11)
قال الله -تعالى-: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) .
إن المكارم لا تحصّل بالمنى ••• لكن لها بالتضحيات سبيلا
فلكم سما للمجد من أجدادنا ••• بطلٌ أقام على السّمو دليلا
فسل المعالي عن شجاعة خالد ••• وسل المعاركَ هل رأته ذليلا
وسل الحضارة إن رأيت بهائها ••• عمن أنار لهديها القنديلا
وسل المكارم والمعالي هل رأت ••• من بُعدِهم في ذا الزمان مثيلا
هذى المكارم عندهم كبداية ••• لسلوك درب ما يزال طويلا
في الأرض مجدهم ولكن قلبهم ••• لجنة الفردوس رَام رحيلا
وخذِ المكارم لا تخف أعبائها ••• عبءُ المكارم لا يكون ثقيلا
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ : «لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ».(12)
قال ابن القيم /: ((علو الهمة لا تقف دون الله -تعالى-، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلًا منه))، وأعلى الناس همة وأرفعهم قدرًا من كانت لذته في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقاءه.
علو الهمه 12996317801

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فراشه الليل

علو الهمه Ouuoou12
فراشه الليل

النشاط المثالى
جهد مشكور عليه من اداره المنتدى

علو الهمه Uouuuo10
الدوله الدوله : مصر
الجنس الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 3836
الميلاد الميلاد : 03/06/1975
تاريخ التسجيل 15/05/2009
نقاط نقاط : 34193
العمر العمر : 48
الابراج الابراج : الجوزاء
علو الهمه A6442b10


علو الهمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: علو الهمه   علو الهمه Empty3/10/2011, 1:55 am

جزاك الله خيرا

استاذ عزب

علو الهمه 824320
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عزب2

علو الهمه Uooo_o10
عزب2


علو الهمه Uouuuo10
الدوله الدوله : مصر
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1051
تاريخ التسجيل 15/05/2009
نقاط نقاط : 17341

علو الهمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: علو الهمه   علو الهمه Empty3/11/2011, 3:42 pm

اشكر لكى مرورك الجميل اختى فراشه
تحياتى وتقديرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علو الهمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـكــــــــــرنك 1000 :: الاســــــلاميات والاحاديث النبويه
 :: منتدى الحديث والسنه
-
انتقل الى: