.معنى الحديث" وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة،
.
.
.
.حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن اللّه تعالى زوى، لي الأرض" أو قال: "إنَّ ربِّي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوِيَ لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنةٍ بعامةٍ ولا يسلط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال لي: يا محمد، إني إذا قضيت قضاءً فإِنه لا يرد، ولا أهلكهم بسنةٍ بعامَّةٍ، ولا أسلط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال بأقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضاً، وإنّما أخاف على أمتي الأئمة المضلين،
وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبيٌّ، وأنا خاتم النَّبيِّين لا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفةٌ من أمتي على الحقِّ" قال ابن عيسى: "ظاهرين" ثم اتفقا "لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه تعالى"..
.
.
.قال الحربي في "غريب الحديث" : أَخْبَرَ أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَخْتَلِفُ حَتَّى يَقْتَتِلُوا بِالسُّيُوفِ وَأَنَّ ذَلِكَ بَاقٍ فِيهِمْ إِلَى يَوْمٍ القِيَامَةِ .
وفي "مصابيح التناوير" : (إذا وضع السيف) أي المقاتلة (في أمتي) أمة الإجابة (لم يرفع عنها) وفي رواية عنهم (إلى يوم القيامة) أي تسلسل فيهم وإن قل أحياناً أو كان في بعض الجهات دون بعض، وذلك إجابة لدعوته أن يجعل بأسهم بينهم وأن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم. قال ابن العربي: وكانت هذه الأمة معصومة منه مدة من صدر زمانها مسدوداً عنها باب الفتنة حتى فتحت بقتل إمامها عثمان، فكان أول وضع السيف.
قال ابن قاسم في "الحاشية" : وقد وقع كما أخبر، فإنه لما وقع بقتل عثمان رضي الله عنه لم يرفع، وكذلك يكون إلى يوم القيامة، ولكن يكثر تارة ويقل أخرى، ويكون في جهة دون أخرى..
.
.
.وقفت على رواية أخرى : "
زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطيت الكنزين الأصفر أو الأحمر والأبيض يعني الذهب والفضة وقيل لي إن ملكك إلى حيث زوي لك وإني سألت الله عز وجل ثلاثا أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض وإنه قيل لي إذا قضيت قضاء فلا مرد له وإني لن أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم فيه ولن أجمع عليهم من بين أقطارها حتى يفني بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا وإذا وضع السيف في أمتي فلن يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين وستعبد قبائل من أمتي الأوثان و ستلحق قبائل من أمتي بالمشركين و إن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبي ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل" رواه ابن ماجه و صححه الألباني
.
ووجه الإستفسار عندي فيما هو ملون بالأحمر : "وستعبد قبائل من أمتي الأوثان"
إذا كان المقصود بالأمة أمة الإجابة، فهل هذا الحديث نص في وصف بعض من وقع في الشرك ممن يشهد الشهادتين بأنّه من أمة الإجابة و يصح إطلاق وصف الإسلام عليه طالما هو معذور بجهله في هذا الذي وقع فيه ؟
أم أنّ العبارة التي بعدها : "و ستلحق قبائل من أمتي بالمشركين"
جاءت موضحة بأنّهم مشركين، فلما لم تكن العبارة إذن هكذا : "و سيلحقون بالمشركين" ؟..
..
..